في صفقة قد تصبح الأضخم في العقد الحالي، تشير تقارير من داخل البرتغال والسعودية إلى أن نادي النصر السعودي في مفاوضات مكثفة للتعاقد مع قائد مانشستر يونايتد، برونو فيرنانديز، ضمن عرض قياسي تصل قيمته إلى 400 مليون يورو.
وتؤكد مصادر مقربة من المفاوضات أن كريستيانو رونالدو — أسطورة مانشستر يونايتد السابقة ونجم النصر الحالي — تدخل شخصيًا لإقناع زميله في منتخب البرتغال بالانتقال إلى الرياض. ويقال إن رونالدو، الذي تربطه بفيرنانديز علاقة قوية داخل وخارج الملعب، يستخدم كل نفوذه لعرض النصر على أنه “الفصل العظيم القادم” في مسيرة لاعب الوسط الموهوب.
وبحسب المطلعين على التفاصيل، فإن عرض النصر مذهل بكل المقاييس: عقد لمدة خمس سنوات بقيمة 80 مليون يورو سنويًا، إضافة إلى حقوق الصورة والحوافز والمكافآت، ما قد يرفع إجمالي الصفقة إلى ما يتجاوز 400 مليون يورو. وتشمل رؤية النادي بناء خط وسط بأسلوب أوروبي يتمحور حول فيرنانديز، ليكون العقل المدبر لفريق يضم بالفعل أسماء لامعة في دوري روشن السعودي.
لكن المفاوضات ليست سهلة. إدارة مانشستر يونايتد، رغم إدراكها لحجم العرض المالي، تتردد في التخلي عن قائد الفريق وأهم صانعي ألعابه. فقد كان فيرنانديز ركيزة أساسية في الهجوم، غالبًا ما يقود الفريق في الأوقات الصعبة بتمريراته الدقيقة وروحه القتالية وقيادته داخل الملعب. بيعه في منتصف المشروع قد يهدد استقرار خطط المدرب إريك تن هاغ طويلة المدى.
غير أن وجود رونالدو يغير المعادلة. ففي أحاديث خاصة، رسم النجم البرتغالي صورة جذابة للحياة في السعودية — من الملاعب الحديثة والجماهير المتحمسة، إلى المنافسة المتزايدة في الدوري، وفرصة أن يكون جزءًا من ثورة كروية في الشرق الأوسط. والأهم أنه قدم الانتقال على أنه ليس مجرد عقد ضخم، بل فرصة “لصنع التاريخ” إلى جانبه.
وتندرج مساعي النصر للتعاقد مع فيرنانديز ضمن استراتيجية سعودية أوسع لاستقطاب نجوم أوروبيين في ذروة عطائهم، وليس في نهاية مسيرتهم. ويرى النادي أن فيرنانديز، البالغ من العمر 30 عامًا، هو الجسر المثالي بين النجومية العالمية والأداء القوي — لاعب قادر على التحكم في إيقاع المباريات، وإلهام زملائه، وزيادة شعبية النادي على مستوى العالم.
وتشير تقارير إلى أن إدارة يونايتد حددت مهلة داخلية لاتخاذ القرار، مدركة أن صفقة بهذا الحجم تحتاج إلى خطة بديلة لتعويض اللاعب وإعادة ضبط هوية الفريق التكتيكية. في الوقت نفسه، التزم فيرنانديز الصمت علنًا، حيث ظهر هادئًا في التدريبات، لكنه تجنب بوضوح الرد على أسئلة حول مستقبله.
خلف الكواليس، التوتر واضح. جماهير مانشستر يونايتد تخشى فقدان قائد خط الوسط، بينما يحلم جمهور النصر بالفعل برؤية خط وسط برتغالي يقوده الثنائي رونالدو وبرونو. وفي مكان ما بالرياض، يحسب مسؤولو النادي كيف يمكن لتوقيع قياسي كهذا أن يغير ليس فقط موسمهم — بل خريطة كرة القدم العالمية.
شيء واحد مؤكد: إذا تمت الصفقة، فلن تكون مجرد انتقال لاعب، بل ستكون رسالة مدوية للعالم مفادها أن طموحات دوري روشن السعودي لا حدود لها.
